mercredi 23 novembre 2011

زوجي ... لا يُغضب آنساته

زوجي ... لا يُغضب آنســـــــــــاته

إبنتنا مجد ذات الستة أعوام ترغبُ كزميلاتها المشاركة في إحتفالية تقيمها المدرسة بمناسبة عيد الإستقلال، لكن زوجي رفض مشاركتها! لذا زعلت مجد ... وفي نفس اليوم عاد زوجي على غير عادته مبكراً من المكتب:
- أهلا ... أراك عُدت مبكراً على غير عادتك ... هل أنت مرهق أم أنك تعاني من ألم ما ؟
- لا هذا ولا ذاك ولكن أين مجد؟ مجد ... أين أنت يا مجد؟ أنائمة هي ؟
- لا ابداً .... هاهي
- نعم بابا ...
- إعتقدتُ إنك نائمة ... الحمد الله أنك لم تفعلي ... لقد عُدتُ مُبكِراً خوفاً من أن أجِدكِ نائمة
- لا.. يا بابا ... لِما أنام مبكرة ... فأنا لن أذهب غداً للإحتفالية ...؟
- نعم .. تعالي حبيبة ... تعالي إلى بابا ... هل أنتِ غاضبة مني لأنني منعتكِ من الذهاب؟
- خلاص يا بابا ... مادمت لاتريد لي المشاركة .. خلاص
- ولكن حبيبتي ألم تتسآءلي لِما منعك البابا من المشاركة؟
- لا ... لِما يا بابا؟
- إسمعيني جيداً حبيبة .... فيما مضى أعطاني الله سبحانه وتعالى وردة ... فرحتُ بها كثيراً .. لكنها مع بداية ينعها ماتت ... ربما تغافلتُ عنها قليلاً .. لكن تبقى تلكَ مشيئة الله ... فأخذ مني الحزن مأخذاً شديداً ... لذا كنتُ أبكي وردتي الصغيرة في حُلّي وترحالي ... وكثيراً ما تتردد كلماتها البسيطة والبريئة في أذني ... وأسمع خُطى أقدامِها الصغيرة ... أرى حركاتها ... بسماتها ... حتى باتَ الحزن يقتاتُ مني بل تمنيتُ أن أموت وأدفنُ عند قدميها ...
- لا تبكي يا بابا ... أنا وردتك ... أنا مجدك ....
- نعم حبيبة منحني الله عِوضاً عنها وعن صبري وألمي وردة أخرى ... فهل أخونُ أمانة الله وهديته التي منحني إياها؟
- لا يا بابا ... بل ترعاها وتحميها ...
- أحسنتِ حبيبة وهذا ما أفعله ... أنا أحبُ أن تمرحي وأن تشاركي في كل الاحتفاليات .. لكنكِ تعلمين الوضع كيف هو الآن ... البلد اصبحَ غيرَ آمنٍ والموتُ يتربصُ بنا في كلّ زاوية ومكان ... فهل نذهبُ اليهِ بأقدامنا؟ ... الله سبحانه وتعالى يقول:"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"... لذا فأنا ما منعتكِ يا غالية إلآ لأنني أحبُ لك الحياة ... وما الحياة دونكِ يا مجد؟
- وانا أيضا يا بابا أحبُ الحياة ...أتعرف لما؟
- لا ... لما حبيبتي؟
- لأنكَ فيها يا بابا ... نعم أحبُ الحياة لأنك أنت بابا ...
إرتمت مجدُ بأحضان أبيها .. فضمها إلى صدره بعنفٍ وكأنه يحميها ... دمعت عيناها وشفتاه تتمتمان :" الحمد الله انني لحقتها قبل النوم ... فأنا أكره أن تنام آنســـــــــــــاتي وهن غاضبات مني".

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire