إزدوا جـــــــــــــــــية
عندما تقف على سلوكيات بعض المغتربين بين بلاد المهجر والإقامة وبين موطنهم الاصلي تصاب بالدهشة المصحوبة بتساؤلاتٍ عدة وحيرة تستجدي الفهم لتنجلي.
فهذا العربي سواء كان أصيل المدينة أو الريف وبمجرد أن يحطّ الرحال في بلاد العجم يخلع ثوبه ليلتحف الإفرنجي منه ... وليس هذا محلّ تعجبي بإعتبار أن هذا الأمر جد بديهي وطبيعي ومفهوم في جوانب عدة منه ... ولكن أنا لا أتحدث عن المظهر الخارجي والذي اضحى مألوفاً حتى في ديارنا والذي يدخل في باب التأثر بالآخر وعلى رأيّ إبن خلدون "المغلوب يتشبه بالغالب في لباسه وسحنته ولسانه" وإذا كان علم الإجتماع يرى لهذا مبرراته الإقتصادية والإجتماعية وحتى الثقافية والانتروبولوجية فإن الأمر الذي يتمحور حوله الاشكال هو: لماذا يتغير سلوك هؤلاء بين الـ هنا والـ هناك؟
لنغوص في المسألة بعمق أكبر ... فالعربي في بلاد العجم يحترم القوانين بما فيها قانون الطرقات ... يعمل بجدّ وإخلاص وتفانٍ حتى دون إبداء أي امتعاض ولو صادف ظروف عمل شاقة أو مزرية صحياً وإجتماعيا ... بل يمكن القول ودون وجل أن الكثير من المغتربين يمتهنون أعمالاً قد يستنكفونها في أوطانهم الأصلية.
نعم .. نعم بلغني إحتجاجكم على قولي هذا وأنصت إليكم وأنتم تقولون: إنه يرضى بتلك الأعمال مقابل أجر لا يمنحه له وطنه الأصلي ... وأجيب! إحتجاجكم جداً منطقي ولكن العلة ليست هنا وإن كان فيها نقاش إنما العلّة في عقلية الإستنكاف بل والتواكل وتبخيس لحد الإحتقار لبعض الأعمال ... بل ترى بعضهم يتطاوسون على عمال بعض القطاعات وينظرون اليهم باشمئزاز في حين يمارسون هم نفس هذه الأعمال في بلاد الغرب ...
فهل هي عملية تعويض؟ أم الأمر يتعلق بحالة إنفصام نفسي؟ أم لا يشعر بكينونته وفوقيته إلا بين بني جلدته؟.
أنظر إليهم وهم خلف مقود سياراتهم التي تأتي بهم ولايأتون بها كعنوان لإنتماءهم الجديد، إذ يدوسون على قوانين الطرقات متجاوزينها في حين تراهم قطيعاً منضبطاً في بلد الإقامة ... فبما نفسر هذا السلوك الأرعن؟
أوليس من المفروض أنهم جاؤوا رسلاً للحضارة المتمدنة فلما يخونوها مع أول موطىء قدم في بلدانهم الاصلية؟ بل لا يتوانى أحدهم وكنوع من لفت الانظار أن يتجاوز طابور السيارات بسرعة جنونية ... والبعض الآخر لا يستحى أن يدوس وكانه في حالة إنتقام في الحفر والمسطحات المائية التي تزين طرقاتنا ليرش المارة بمياهها القذرة.
هذه السلوكيات وغيرها من إستعمال لغة الإقامة بشكل ركيك في تعامله مع محيطه الأصلي كنوع من الفاتازيا والبرستيج إلى إستيراد نمط حياة لا تتلائم في الأغلب مع بيئته الأصلية ولكن ربما لتشعره بالتميز ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إنها نماذج أبسط ما توسم به أنها تعاني حالة إنفصام مستفحلة ومستديمة ... لكن الأكيد تتطلب حالتهم دراسة اجتماعية ونفسية معمقة ...
عندما تقف على سلوكيات بعض المغتربين بين بلاد المهجر والإقامة وبين موطنهم الاصلي تصاب بالدهشة المصحوبة بتساؤلاتٍ عدة وحيرة تستجدي الفهم لتنجلي.
فهذا العربي سواء كان أصيل المدينة أو الريف وبمجرد أن يحطّ الرحال في بلاد العجم يخلع ثوبه ليلتحف الإفرنجي منه ... وليس هذا محلّ تعجبي بإعتبار أن هذا الأمر جد بديهي وطبيعي ومفهوم في جوانب عدة منه ... ولكن أنا لا أتحدث عن المظهر الخارجي والذي اضحى مألوفاً حتى في ديارنا والذي يدخل في باب التأثر بالآخر وعلى رأيّ إبن خلدون "المغلوب يتشبه بالغالب في لباسه وسحنته ولسانه" وإذا كان علم الإجتماع يرى لهذا مبرراته الإقتصادية والإجتماعية وحتى الثقافية والانتروبولوجية فإن الأمر الذي يتمحور حوله الاشكال هو: لماذا يتغير سلوك هؤلاء بين الـ هنا والـ هناك؟
لنغوص في المسألة بعمق أكبر ... فالعربي في بلاد العجم يحترم القوانين بما فيها قانون الطرقات ... يعمل بجدّ وإخلاص وتفانٍ حتى دون إبداء أي امتعاض ولو صادف ظروف عمل شاقة أو مزرية صحياً وإجتماعيا ... بل يمكن القول ودون وجل أن الكثير من المغتربين يمتهنون أعمالاً قد يستنكفونها في أوطانهم الأصلية.
نعم .. نعم بلغني إحتجاجكم على قولي هذا وأنصت إليكم وأنتم تقولون: إنه يرضى بتلك الأعمال مقابل أجر لا يمنحه له وطنه الأصلي ... وأجيب! إحتجاجكم جداً منطقي ولكن العلة ليست هنا وإن كان فيها نقاش إنما العلّة في عقلية الإستنكاف بل والتواكل وتبخيس لحد الإحتقار لبعض الأعمال ... بل ترى بعضهم يتطاوسون على عمال بعض القطاعات وينظرون اليهم باشمئزاز في حين يمارسون هم نفس هذه الأعمال في بلاد الغرب ...
فهل هي عملية تعويض؟ أم الأمر يتعلق بحالة إنفصام نفسي؟ أم لا يشعر بكينونته وفوقيته إلا بين بني جلدته؟.
أنظر إليهم وهم خلف مقود سياراتهم التي تأتي بهم ولايأتون بها كعنوان لإنتماءهم الجديد، إذ يدوسون على قوانين الطرقات متجاوزينها في حين تراهم قطيعاً منضبطاً في بلد الإقامة ... فبما نفسر هذا السلوك الأرعن؟
أوليس من المفروض أنهم جاؤوا رسلاً للحضارة المتمدنة فلما يخونوها مع أول موطىء قدم في بلدانهم الاصلية؟ بل لا يتوانى أحدهم وكنوع من لفت الانظار أن يتجاوز طابور السيارات بسرعة جنونية ... والبعض الآخر لا يستحى أن يدوس وكانه في حالة إنتقام في الحفر والمسطحات المائية التي تزين طرقاتنا ليرش المارة بمياهها القذرة.
هذه السلوكيات وغيرها من إستعمال لغة الإقامة بشكل ركيك في تعامله مع محيطه الأصلي كنوع من الفاتازيا والبرستيج إلى إستيراد نمط حياة لا تتلائم في الأغلب مع بيئته الأصلية ولكن ربما لتشعره بالتميز ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إنها نماذج أبسط ما توسم به أنها تعاني حالة إنفصام مستفحلة ومستديمة ... لكن الأكيد تتطلب حالتهم دراسة اجتماعية ونفسية معمقة ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire