vendredi 2 décembre 2011

غني يا وحيد

غنّي يا وحيد

هذه شيفرة خاصة بإبنتنا مجد تقولها عندما تطلب من والدها ان يغنّي لها، "وحيد" هذا إسم للفنان الراحل المطرب فريد الاطرش في أحد أفلامه.


في الأمسيات وبعد تناول طعام العشاء في جلساتنا العائلية الحميمية التي يغمرها الدفىء رغم قساوة برد الشتاء خارجا، تقف مجد كالمذيع المحترف تطلب من ضيفها الغناء ..

- غنّي يا وحيد
- من أنا؟
- يالله بابا غني لنا حبيبي
- تكرم عيونك ست مجد .... طيب ماذا يطلب المستمعون؟
- يعني أنت فنان كبير .. وذوقك في الأغاني رفيع .. غنّي لنا ما تشاء ...
- أمرك يا ست الحسن والدلال ...


وبين مقطع لفريد وآخر لعبد الوهاب وبينهما لكوكب الشرق أم كلثوم يتجول بنا "وحيد" في بستان يحفل بالفنّ الاصيل وبين مراوحة واخرى تصفق له جماهير بيته للتشجيع ودفعه للإستزادة من الطرب، حتى إبننا الصغير مصطفى ذو العام ونيف له من السهرة نصيب ...
- بابا بابا ....
- عيون بابا ... شو حبيبي ...
- مصطفى مصطفى بابا ..
- تفضل يا ابوصطيف ...
-
مصطفى آ مصطفى ... بحبك آ مصطفى ... عصافير


وهو يشبك أصابعه الصغيرة ببعضهما ويطالع والده ينتظر منه مشاركته بالأغنية أو التصفيق له وبصوت طفولي ملائكي يشدو لنا بوصطيف مقطع من اغنية تتغني بإسمه وهي على ما أعتقد للفنانة الراحلة داليدا ... وتقول بها " يا مصطفى يا مصطفى أنا بحبك يا مصطفى شغلتني بالعصافير ...."

إنه تقليد شبه يومي يُطعّم جوَ المنزل مساءاً وتعبق في أجواء أمسياته الحميمية البسمات والضحكات التي يتحول فيها الأب الى طفل كبير، فيساير صغاره ويهذب أسماعهم بين اللعب والضحك، لكن ما أن يأتي وقت النوم حتى يبدأ الوالد بتسميع آيات الذكر الحكيم لمجد التي أصبحت والحمد لله قادرة على حفظ العديد من سور القرآن الكريم من جزء عمَّ.

وهذا التقليد هو سلوك مقدسّ لديه حتى لو جاء مرهقاً أو مريضاً من عمله ... فالفرحة التي تشع من عيون أطفاله ومشاعر الحبّ والطمأنينة التي تغمر محياهما تجعله ينسى ما به ... كما أنه لا يغني إلآ لأطفاله ... فيكفيه اشارة: "غنّي يا وحيد" حتى ينساب من فمه النغم والكلمات لهم ومعهم وبهم في عالم طفولي يطفح بالبراءة والشفافية بعيداً عن عالم تتكلس به الاقنعة والزيف ...

فما أسعدهم به وما أسعده بهم ........ روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلب إذا أكره عمى (حديث نبوي شريف)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire