قيـــــــــــــــــــــــــــــــود
قيود....قيود.....قيود....قيود ............. كلمة تتكرر باستمرار، تلهج بها جميع الالسن،
ينطق بها الابناء تبرماً من مراقبة أولياء أمورهم ومحاصرتهم بفرمانات عدة.
كما يشكو بها التلاميذ النظام المدرسي وصرامة المدرسين وعبئ واجباتهم الدراسية.
يطلقها الموظف والذي يرى في القوانين الادارية خنقاً له.
تتبرم من خلالها الام التي ترزخ تحت الأعباء والمسؤوليات المنزلية.
يكررها الآباء والذين يرون في مسؤولياتهم قيوداً قد تفرض عليهم تحمل ما لايستطعون حمله.
حتى السائق يرى في قوانيين الطرقات قيداً له يقمع السياقة الحرّة التي يريد ممارستها دون الخضوع لإشارات المرور.
بل قد يصل الأمر بالكثيرين أن يشعروا أن عقيدتهم الفكرية أو الدينية أضحت قيداً ...
لكن كلّ هؤلاء والذين أغفلنا ذكرهم لو تمعنوا النظر قليلاً وطرحوا السؤال التالي:
كيـــــــــــــــــــف تكون الحياة دون هذه القيود؟
هـــــــــــــل تراهم يستدعون القيود كمطلب ضروري لضبط ايقاع الحياة؟
مجمل هذه القيود فرضتها الرغبة في بناء مجتعات يتيسرّ فيها التواصل الإجتماعي وفق منظومة أخلاقية ودينية وقانونية ونفسية أيضاً.
لنأخذ النموذج التالي: إنسان إستطاع الفكاك من كلّ ما يعتبره قيداً يحول دون حريته.
يعيش وفقاً لهواه، بلا مسؤوليات، متخفف من من أية أعباء، يعيش لنفسه فقط، متحرراً من أية منظومة أخلاقية أو دينية أو إجتماعية. فهل يستطيب تلك الحياة؟ هل تصبح لحياته معنى وهدف؟
ربما تذمرّ الكثيرون مما يعتبرونه قيوداً جاءت نتيجة ما خلفته تجاربهم من ضغوط نفسية وربما مادية وأسرية حتى باتوا مختنقين بها، بل وكأنها تكتم أنفاسهم، فتمنوا التحرر منها.
هذه القيود عدت أغلال لحريتهم، ولكن هل هذا يعني أن الحرية هي تحرر من كل قيد؟
يتراءى ذلك للكثيرين ولكن لو تمّ تحطيم تلك الاغلال نهائياً فهل يحققون ذواتهم ؟
هذه الذوات التي تجد صداها عند الآخر بل الاخرين، فلو ولد الإنسان دون رعاية ما أو رقابة اسرية وأيضا أزلنا عنه الأنظمة المدرسية وأسقطنا عن كاهله كل ناموس إجتماعي وحللناه من كلّ إلتزام ديني ... فكيف ستكون قاطرة حياته؟
يعيش من دون مسؤولية ومن غير هدف ودون فضاء إجتماعي يحضنه ويقيد بعض جوانب حياته من أجل تحقيق الحياة الاجتماعية.
لو جرّب أن يخوض هذه التجربة لرأيته رجع مهرولاً للحظيرة الإجتماعية بل أكثر من ذلك لوجدناه يصنع قيوداً تنتظم من خلالها حياته.
فأي قيمة لحياة الإنسان دون النهوض بمسؤولياتٍ عدة؟ فعبر تاريخه المديد وقبل نزول الشرائع اهتدى الى ضرورة سنّ شريعة تنظم نسق حياته لأنه يرى أن نجاحها لا يتحقق دون رزمة من القوانين أو القيود.
فلو فصّلنا الموضوع أكثر: كيف يكون حال الأبناء في غياب ما يسمونها القيود العائلية؟
أليس الضياع والإنحراف يكون المصير المحتوم؟ والقيود هنا لانعني بها القسوة أو الصرامة أو التعنيف أو اتباع اسلوب تربوي قهري بل نقصد المراقبة السلوكية والتوجيه والإرشاد والمتابعة لأن الأبناء في حالة تأسيس لكيانهم، وهذا البناء في حاجة الى أسس صلبة يستند إليها في عملية التشييد هذه، وتصبح المرجعية .. فلنفترض أن ينمو الطفل دون ذاك المنهاج أليس احتمالية مرافقة أصحاب السوء واردة؟ أليس تبني سلوكات إنحرافية جائزة؟
فعندما يضع الوالدان حدوداً معينة في التربية مثال .. إختيار الصحبة أو ضرورة معرفة جدول أبنائهم المدرسي أو رسم خارطة المسموح والغير مسموح، ألآ يدخل كلّ ذلك في باب الحفاظ على هذه النواة الإجتماعية والتي يتشكل منها المجتمع ككلّ.
فلو غفل الوالدان عن دورهما تحت تعلة رفع كل قيود وحدود فهل هما على إستعداد لتقبل نتيجة بل نتائج ذلك؟ أم أنهما سيتنكران لها من باب أيضاً التخفف من قيود الأبناء والعائلة؟
لو حطمنا الأنظمة المدرسية وقوانين الدراسة وجعلناها تتم وفق رغبة الطلبة فهل نحقق منظومة مدرسية ناجحة؟ أليست القوانين هنا هي عملية تشكيل وتهيئة التلميذ لدوره كمواطن ولا أتحدث هنا عما يعانيه التعليم ومواده من حالة تكلس أو رداءة أو حتى هيئة تدريس غير كفوؤة ولكن أتحدث ماذا لو كانت العملية التربوية ليست إجبارية أي من يريد ان يتعلم له ذلك ومن يرفض له ذلك... ومن يريد الإلتحاق بالفصل متى شاء ومتى عنّ له ذلك؟
هل نحقق نتائج؟ هل تنجح المنظومة الدراسية؟
قيود....قيود.....قيود....قيود ............. كلمة تتكرر باستمرار، تلهج بها جميع الالسن،
ينطق بها الابناء تبرماً من مراقبة أولياء أمورهم ومحاصرتهم بفرمانات عدة.
كما يشكو بها التلاميذ النظام المدرسي وصرامة المدرسين وعبئ واجباتهم الدراسية.
يطلقها الموظف والذي يرى في القوانين الادارية خنقاً له.
تتبرم من خلالها الام التي ترزخ تحت الأعباء والمسؤوليات المنزلية.
يكررها الآباء والذين يرون في مسؤولياتهم قيوداً قد تفرض عليهم تحمل ما لايستطعون حمله.
حتى السائق يرى في قوانيين الطرقات قيداً له يقمع السياقة الحرّة التي يريد ممارستها دون الخضوع لإشارات المرور.
بل قد يصل الأمر بالكثيرين أن يشعروا أن عقيدتهم الفكرية أو الدينية أضحت قيداً ...
لكن كلّ هؤلاء والذين أغفلنا ذكرهم لو تمعنوا النظر قليلاً وطرحوا السؤال التالي:
كيـــــــــــــــــــف تكون الحياة دون هذه القيود؟
هـــــــــــــل تراهم يستدعون القيود كمطلب ضروري لضبط ايقاع الحياة؟
مجمل هذه القيود فرضتها الرغبة في بناء مجتعات يتيسرّ فيها التواصل الإجتماعي وفق منظومة أخلاقية ودينية وقانونية ونفسية أيضاً.
لنأخذ النموذج التالي: إنسان إستطاع الفكاك من كلّ ما يعتبره قيداً يحول دون حريته.
يعيش وفقاً لهواه، بلا مسؤوليات، متخفف من من أية أعباء، يعيش لنفسه فقط، متحرراً من أية منظومة أخلاقية أو دينية أو إجتماعية. فهل يستطيب تلك الحياة؟ هل تصبح لحياته معنى وهدف؟
ربما تذمرّ الكثيرون مما يعتبرونه قيوداً جاءت نتيجة ما خلفته تجاربهم من ضغوط نفسية وربما مادية وأسرية حتى باتوا مختنقين بها، بل وكأنها تكتم أنفاسهم، فتمنوا التحرر منها.
هذه القيود عدت أغلال لحريتهم، ولكن هل هذا يعني أن الحرية هي تحرر من كل قيد؟
يتراءى ذلك للكثيرين ولكن لو تمّ تحطيم تلك الاغلال نهائياً فهل يحققون ذواتهم ؟
هذه الذوات التي تجد صداها عند الآخر بل الاخرين، فلو ولد الإنسان دون رعاية ما أو رقابة اسرية وأيضا أزلنا عنه الأنظمة المدرسية وأسقطنا عن كاهله كل ناموس إجتماعي وحللناه من كلّ إلتزام ديني ... فكيف ستكون قاطرة حياته؟
يعيش من دون مسؤولية ومن غير هدف ودون فضاء إجتماعي يحضنه ويقيد بعض جوانب حياته من أجل تحقيق الحياة الاجتماعية.
لو جرّب أن يخوض هذه التجربة لرأيته رجع مهرولاً للحظيرة الإجتماعية بل أكثر من ذلك لوجدناه يصنع قيوداً تنتظم من خلالها حياته.
فأي قيمة لحياة الإنسان دون النهوض بمسؤولياتٍ عدة؟ فعبر تاريخه المديد وقبل نزول الشرائع اهتدى الى ضرورة سنّ شريعة تنظم نسق حياته لأنه يرى أن نجاحها لا يتحقق دون رزمة من القوانين أو القيود.
فلو فصّلنا الموضوع أكثر: كيف يكون حال الأبناء في غياب ما يسمونها القيود العائلية؟
أليس الضياع والإنحراف يكون المصير المحتوم؟ والقيود هنا لانعني بها القسوة أو الصرامة أو التعنيف أو اتباع اسلوب تربوي قهري بل نقصد المراقبة السلوكية والتوجيه والإرشاد والمتابعة لأن الأبناء في حالة تأسيس لكيانهم، وهذا البناء في حاجة الى أسس صلبة يستند إليها في عملية التشييد هذه، وتصبح المرجعية .. فلنفترض أن ينمو الطفل دون ذاك المنهاج أليس احتمالية مرافقة أصحاب السوء واردة؟ أليس تبني سلوكات إنحرافية جائزة؟
فعندما يضع الوالدان حدوداً معينة في التربية مثال .. إختيار الصحبة أو ضرورة معرفة جدول أبنائهم المدرسي أو رسم خارطة المسموح والغير مسموح، ألآ يدخل كلّ ذلك في باب الحفاظ على هذه النواة الإجتماعية والتي يتشكل منها المجتمع ككلّ.
فلو غفل الوالدان عن دورهما تحت تعلة رفع كل قيود وحدود فهل هما على إستعداد لتقبل نتيجة بل نتائج ذلك؟ أم أنهما سيتنكران لها من باب أيضاً التخفف من قيود الأبناء والعائلة؟
لو حطمنا الأنظمة المدرسية وقوانين الدراسة وجعلناها تتم وفق رغبة الطلبة فهل نحقق منظومة مدرسية ناجحة؟ أليست القوانين هنا هي عملية تشكيل وتهيئة التلميذ لدوره كمواطن ولا أتحدث هنا عما يعانيه التعليم ومواده من حالة تكلس أو رداءة أو حتى هيئة تدريس غير كفوؤة ولكن أتحدث ماذا لو كانت العملية التربوية ليست إجبارية أي من يريد ان يتعلم له ذلك ومن يرفض له ذلك... ومن يريد الإلتحاق بالفصل متى شاء ومتى عنّ له ذلك؟
هل نحقق نتائج؟ هل تنجح المنظومة الدراسية؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire