samedi 26 mars 2011

ابن القارح يبحث عن رأسه..؟

الكل يفتش داخل رأسه,ومن استعصى عليه الامرأسرع الى اقرب
حلاق ليزيل الشعر الذى حجب الرأس.
فئة لا بأس بها لم تعثر بعد على رأسها,فاستعاذت بقدميها.
يسابقون الزمن خوفا من ارتداده على اعقابه,فثقتهم فى الزمن معدومة,وكما يلهجون دائما-الزمن غدار-لهذا اصروا هذه المرة
ان يغدروا به قبل ان يفترس رؤوسهم كعادته.
التحمت الرؤوس ,حتى بات تحديد رأسك بين هذه الجموع
امرا عسيرا.عملية التفتيش داخل كل أنهج و أزقة وثنايا وخبايا
الراس,امرا يستلزم دهرا..
كل الرؤوس جثمت على الارض,تعاين ما سقط منها,هذه بضاعة
بائرة,لما الخجل الكل يمتلك هذا النوع من السلعة,البعض حمل
بين يديه اشياءا تتلئلىء ,يفتح كفيه اكثر حتى بهر الضوء الجمع.
 هذه بضاعة حملته على تقبيل رأسه .البقية اخذوا يفتشون عن
شيىء مماثل حتى تتعادل الرؤوس.
احدهم اعاد بسرعة ماسقط منه سهوا,اخذ يحملق فى الجموع,
هل تفطنوا لبضاعته الساقطة,كيف انزلقت وقد اخفاها فى ركن
خفى من المخيخ....شكر الله كثيرا لعدم افتضاح امره.
الكل مشغول بفرز بضاعته,هذا بائد,هذه الافكار منقولة,تلك مسروقة,تينك ماضوية,الا توجد عندى سلعة تنقضنى .
هكذا حدث احدهم نفسه.
امرأة فى الزحام ,تعثرت اكثر من مرة بمقدمة رأسها,اعاقها
طول شعرها و دون ترتيب بل وتبين نوع ,ماركة,مصدر,
اصل وفروع سلعتها.تسربت الى انفها رائحة عفنة,اه...اه...لقد
تعفنت البضاعة.....هذه دسيسة ....هذه مؤامرة....من دس داخل
هذا الذى احمله فوق كتفى شيىء عفن ....لقد سرت العدوى...
اللعنة على هذا الشعر الذى حجب عنى تسلل البكتيريا.....
واسرعت الى الحلاقة كمحطة اولى فى عملية التطهير....
شخص ثالث او رابع منهمك فى الغربلة......
هذا الشاب لم يسقط منه شيىء,لاتوجد عنده بضاعة....اسرع كثيرون 
بالعطايا التى تثقل رأسه....تنبه للامر.....اخذ بوصلة ثبتها داخل
راسه وترك لها مهمة انتقاء ما يناسب كتفيه.....

jeudi 24 mars 2011

ثمار الديمقراطية ؟؟........

كان الاجتماع مقررا فى قاعة اتحاد الشغل ’توافد الكثير من اعمار مختلفة و مرجعيات فكرية وثقافية واديولوجية وانتماءات سياسية  متنوعة....ضمت القاعة ,اليسارى,القومى, المنتمى للتيارات الاسلامية,المستقل,الحقوقى,النقابى,الطالب,التلميذ وحتى امام الجامع....
قطاعات مهنية وحرفية عدة تردد صداها داخل القاعة,هذه الاخيرة داخل بناية مشيدة حديثا ,الحائط قبالة الباب تتوسطه ثلاث اطارات تحمل صور مؤسسى الحركة العمالية ورموزها......
اسندت ثلاث طاولات ,تئز الواحدة الاخرى ,صفت خلفها ست -6- 
كراسى تخص منضمى الاجتماع وهم على التوالى ..استاذان-مدرس-محامى واخران لم اتبين وظيفتاهما.......قبالتهم غصت القاعة بصفوف عدة من الكراسى وتحت ضغط الازدحام تم استيراد كراسى اضافية من المقهى القريب .....ورغم ذلك كان عدد الواقفين كبيرا......بين كل الحضور هناك امرأة واحدة....
تكلم المشرفون على الجلسة اولا بين مستذكر -والذكرى تنفع المؤمنين-بضرورة اليقضة للحفاظ على ثمار الثورة,الاستاذ اقترح تاسيس لجان عدة -اجتماعية,اقتصادية,ثقافية’اعلامية,تربوية.... - من  اجل الحفاظ
على جذوة الثورة  .المحامى اطنب فى الحديث عن تاريخ المدينة النضالى متحسرا عن تراجع دورها منددا بتخاذل رجالها-لااعرف ان  كان يعتبر نفسه من زمرة المتخاذلين-دبت الحمية فى الجمهور مما شجعه على الاسترسال فى المرافعة وكأنه فى قاعة المحكمة......دور من فى الحديث ؟؟قام المدرس من مكانه الجانبى اصر على الكلام .تجولت خطبته فى انهج عدة...ابتداءا من تعريف الثروة بالقطيعة الكلية مع الماضى ,جاب كل التعريفات .....تململ الحضور ....بدأ البعض الاخر ينسحب متسللا....طالبه الاخرون بضرورة الاختصار...كان رده حادا...
انتهى عهد الاقصاء...وواصل مداخلته....خير البعض الحديث 
الثنائى مع اقرب جار جالس الى جانبه......امام المسجد يصغى
بحماسة واندهاش...بعض الناس البسطاء كعامل مقهى و بائع خضاروعاطلين عن العمل ابدوا ملاحظات مقتضبةو سديدة...
رجل تجاوز الستين طلب الكلمة -عرفه لى احد المحامين بقيدوم
المناضلين ضمن رابطة حقوق الانسان-مداخلته انيقة كتأنقه,عرج على الاشكالات القانونية الذى يجب الانتباه اليها خلال فترة البناء
الثورى...صوته كان هادئا و واثقا ومتزنا بعكس صوتى المحامى والمدرس...مازال امام المسجد محافضا على جلسته الجامدة....
رائحة التدخين عمت القاعة والقوم مازالوا يسترسلون فى خطبهم
دون ملل او كلل.....تكاثرت الاصوات المتحدثة فى ان واحد,والكثير منهم يجترون نفس المفاهيم والديباجةوتلك اللغة الخشبيةالموروثة من الماضى......
طلب منهم الاختصار....المرور الى الخطوات القادمة....لكنهم
اصروا على الاسترسال بعد سنوات الكبت.......لكن ما ان يأخد
احدهم الكلمة حتى يستميت فى الدفاع عن رايه رافضا التوقف
ملحا على احتكار المنبر وهو خطيب يتفحص فى وجوه الجمهور
صدى خطبته العصماء مستنكرا المقاطعة.......
او ليس هذا زمن الحرية والديمقراطية...........
رفع صوت اذان المغرب,استفاق الامام من ذهوله,استئذن فى الذهاب للصلاة ودون انتضار الرد ,انسل من القاعة وفى اثره
جمع كبير.......تمدد الهواء بطريقة افضل داخل القاعة بعدما
خف الجمع......المرأة الواحدة و الوحيدة كانت مندهشة للامر 
....لو بقى كل هذا الجمع يلوكون نفس الكلام ,متى عسانا نشرع فى الخطوة التالية...لملمت اشلاءها و تسربت الى الخارج.......
هل كل اهل المدينة على علم بهذا الاجتماع  الذى يناقش مصالحهم .....فمن استمعت اليهم يتحدثون باسم الاهالى وباعتبارهم  مفوضين لذلك  الامر لانهم الاصلح و الراعى الافضل لهم
....صدى الاصوات المتداخلة لم تخف بعد ,مرت ثلاث ساعات ,
والكل يمجد فى الثورة ,والخصال الديمقراطية التى اتاحت للمرىء ان يفجر بركانه الداخلى ويمسك بالحديث الى ما نهاية
.....كل الاصوات تتحدث فى نفس الوقت.,الغموض اكتنف المشهد.....انها لعمرى ثمار الديمقراطية.......








samedi 19 mars 2011

الاقنعة

رفع الستار تكشفت خشبة المسرح الرمادية اللون... انتثر بشكل فوضى فى بعض جنباتها قطع من الاثاث المستعملة ...اثاث ملقى  بشكل فوضوى  يعكس تعدد الايادى و اختلاف احجامها و الوانها و اذواقها و حركتها........وخلفيتها ومصدرها و غاياتها..........فى جهة اليمين اربعة اقفاص مختلفة الحجم من الاضخم الى الاكبر مرورا بالمتوسط وصولا الى الاصغر .......الوانها تتوزع بين الاحمر الفاقع والبنى والرمادى ورابعها متداخل الالوان ....يتوسط الخشبة  كرسى ذى سيقان لولبية وطويلة ..ذى ظهر عربض مسرج اصفر اللون.....على الجهة اليسرى اريكة متاكلة رمادية اللون.......بقية الاثاث ستائر سميكة تحجب الرؤية ....طاولة متداعية تحمل كؤوسا نصف ملئى و البعض الاخر فارغ ..شوكات حادة وبقايا اثاروليمة   لم تنتهى بعد  ..........لحضات اعتلى مجموعة من الاشخاص المقنعين . الركح......قناع اسد...قناع ذئب..قناع حمار.....قناع طير وحيوانات عدة..........المتفرجون انفسهم اختفوا خلف اقنعة.......اسند قناع الاسد ظهره الى الكرسى مرخيا قدميه ....حاملا قناعى الذئب تمترسا على جانبى الكرسى ...القفص الاضخم مكان الفيل ...والكبير.للبقرة اما المتوسط فسكنه الخروف والصغير للعصفور......تزاحم على الاريكة الثعلب والديك و الارنب و حشرات طفيلية ...اما الحمار فاختار ان يتمدد على الطاولة....اخذت النقاشات مسارب شتى يقطعها بين الحين والاخر قرع الكؤوس واشتباك الشوكات......كلما تململ الاسد يتملل البقية ..اذا ضحك ..ضحكوا واذا تجهم تقوقعوا فى دواخلهم واذا طلب شيئا تزاحموا مسرعين لخدمته ....تكلم فاثنى العصفور والديك على خطابه ....صمت فارجعا صمته حكمة ...    بدا الملل يتسرب الى نفس الاسد فسارع الثعلب و الفيل الى الرقص على ايقاع نغمات العصفور والديك......فتح الاسد نصف فمه فاطمئن البقية الى ان  نوبة الضجر بات تتبدد....فاندمج الكل فى الرقص الصاخب..فقط الحمار بقى يرقب الوضع بعين مفتوحة واخرى نصف مغمضة...لملم اشلاءه من على الطاولة ..تكور على نفسه.....وجه له الاسد نظرة حادة اصابت العين نصف المفتوحة......استبق العصفور الموقف .....حط فوق الحمار ..هدهده....غنى.فى اذنيه.....استرخى الحمار من جديد...بعدما احاطت به الكلاب........حتى لا يبرح الطاولة.....انصاع لكلام الديك و العصفور معا ...استجاب لارتعاشات الارنب.......تمددثانية قبالة الاسذ.....دنا منه مكشرا عن انيابه.....التقط الحمار الرسالة....لكزه بحوافره....ارتد قناع الاسد الى الخلف ...حاولت الكلاب اسناده.فعالجه الحمار بوكزة على فمه....سقطت على اثرها انيابه...التقطتها الارنب واختفت بين ثنايا الاثاث.....الكلاب حملت اقنعتها وتوارت عن المشهد......الذئاب بقيت ماخوذة بسكرة المشهد ......دنا العصفور من الحمار الجالس فوق الكرسى منشدا اياه  النغمات التى اسكرت قناع الاسد سابقا...........اسدل الستار لكن الجلبة فوق الركح اخذت فى التصاعد .....اسرع المتفرجون الى ا لركح وقد رموا اقنعتهم خلفهم...........ارتفع الصوت.... الاصوات.......الحركة.....خلف الستار.......

vendredi 18 mars 2011

......DEGAGE............

إعتنق القوم  هذا الشعار صباحاً وعند كل مساء، ولم يكن يوم الاحد ببعيد عنّا فأصبح الشعار يحمل بطياته مفعول السحر بين الثائرين.

اذا تسنى لك الاحتجاج فى وجه مديرك، إذا أردت التخلص منه فوراً، دون تاجيل أو مناورة او محاججة او تلكىء....فلتقف فى وجهه .....فقط اقذفه بكلمة --ارحل--وحتى ان رغبت الاقتصاد فى الكلام ولم تكن لديك رغبة او قدرة على الكلام او المحاورة عليك يرفع لافتة مكتوب عليها الكلمة المفتاح ..الكلمة الحل --ارحل-- واذاضاقت نفسك ولم تعد تحتمل استاذك او مدرسك ولك  ثار قديم مع احدهما او كليهما  فلا تحتار .اتبع ذاك السبيل .....وان ولجت مؤسسة او ادارة او مسجد او حتى حا.......ولم يعجبك من فيها  وما فيها او الاثنان معا ..فلا تنزعج فكلمة -ارحل-كفيلةبارجاع الامور الى نصابها و و فقا لما ترتئيه.......ازعجك جاراو اخ او ابنا او ابا او اما او..او...لاتكلف نفسك مشقة اقناع الاخرين بصحة وحهة نظرك ادفع فى وجهه كلمة-امشى-وسترى النتيجة.....وان حاول الراوغة او المناورة او كسب الوقت او استعطافك او التوسل اليك او اغراءك ببعض التنازلات ......فلا اليه بالا و تمسك بعقيدة -امشى -وان لم يفهم فعليك بكلمة -ارحل-وان ساق عليك 
تلكىء بعدم فهم الرسالة لاختلاف الالسن والسحن و..فقل له  -DEGAGE-      الدروشة والبلاهة وعسر الفهم فخاطبه                   ا                                                                                                                                                                     -GO OUT-او اختصر بكلمة-LEAVE-.....                                                                                                      تمسك بموقفك ولا تلين.......او لم تطيح هذه الكلمات بفراعنة الارض..................فاينما وليت او يممت وجهك تسلح دائما برياضة -ارحل..ارحل..ارحل ...المهم ان لاتتحول من ضحية الى جلاد.........فتضيق ذاتك بذاتك    ...فيعسر الرحيل........       ......