jeudi 24 mars 2011

ثمار الديمقراطية ؟؟........

كان الاجتماع مقررا فى قاعة اتحاد الشغل ’توافد الكثير من اعمار مختلفة و مرجعيات فكرية وثقافية واديولوجية وانتماءات سياسية  متنوعة....ضمت القاعة ,اليسارى,القومى, المنتمى للتيارات الاسلامية,المستقل,الحقوقى,النقابى,الطالب,التلميذ وحتى امام الجامع....
قطاعات مهنية وحرفية عدة تردد صداها داخل القاعة,هذه الاخيرة داخل بناية مشيدة حديثا ,الحائط قبالة الباب تتوسطه ثلاث اطارات تحمل صور مؤسسى الحركة العمالية ورموزها......
اسندت ثلاث طاولات ,تئز الواحدة الاخرى ,صفت خلفها ست -6- 
كراسى تخص منضمى الاجتماع وهم على التوالى ..استاذان-مدرس-محامى واخران لم اتبين وظيفتاهما.......قبالتهم غصت القاعة بصفوف عدة من الكراسى وتحت ضغط الازدحام تم استيراد كراسى اضافية من المقهى القريب .....ورغم ذلك كان عدد الواقفين كبيرا......بين كل الحضور هناك امرأة واحدة....
تكلم المشرفون على الجلسة اولا بين مستذكر -والذكرى تنفع المؤمنين-بضرورة اليقضة للحفاظ على ثمار الثورة,الاستاذ اقترح تاسيس لجان عدة -اجتماعية,اقتصادية,ثقافية’اعلامية,تربوية.... - من  اجل الحفاظ
على جذوة الثورة  .المحامى اطنب فى الحديث عن تاريخ المدينة النضالى متحسرا عن تراجع دورها منددا بتخاذل رجالها-لااعرف ان  كان يعتبر نفسه من زمرة المتخاذلين-دبت الحمية فى الجمهور مما شجعه على الاسترسال فى المرافعة وكأنه فى قاعة المحكمة......دور من فى الحديث ؟؟قام المدرس من مكانه الجانبى اصر على الكلام .تجولت خطبته فى انهج عدة...ابتداءا من تعريف الثروة بالقطيعة الكلية مع الماضى ,جاب كل التعريفات .....تململ الحضور ....بدأ البعض الاخر ينسحب متسللا....طالبه الاخرون بضرورة الاختصار...كان رده حادا...
انتهى عهد الاقصاء...وواصل مداخلته....خير البعض الحديث 
الثنائى مع اقرب جار جالس الى جانبه......امام المسجد يصغى
بحماسة واندهاش...بعض الناس البسطاء كعامل مقهى و بائع خضاروعاطلين عن العمل ابدوا ملاحظات مقتضبةو سديدة...
رجل تجاوز الستين طلب الكلمة -عرفه لى احد المحامين بقيدوم
المناضلين ضمن رابطة حقوق الانسان-مداخلته انيقة كتأنقه,عرج على الاشكالات القانونية الذى يجب الانتباه اليها خلال فترة البناء
الثورى...صوته كان هادئا و واثقا ومتزنا بعكس صوتى المحامى والمدرس...مازال امام المسجد محافضا على جلسته الجامدة....
رائحة التدخين عمت القاعة والقوم مازالوا يسترسلون فى خطبهم
دون ملل او كلل.....تكاثرت الاصوات المتحدثة فى ان واحد,والكثير منهم يجترون نفس المفاهيم والديباجةوتلك اللغة الخشبيةالموروثة من الماضى......
طلب منهم الاختصار....المرور الى الخطوات القادمة....لكنهم
اصروا على الاسترسال بعد سنوات الكبت.......لكن ما ان يأخد
احدهم الكلمة حتى يستميت فى الدفاع عن رايه رافضا التوقف
ملحا على احتكار المنبر وهو خطيب يتفحص فى وجوه الجمهور
صدى خطبته العصماء مستنكرا المقاطعة.......
او ليس هذا زمن الحرية والديمقراطية...........
رفع صوت اذان المغرب,استفاق الامام من ذهوله,استئذن فى الذهاب للصلاة ودون انتضار الرد ,انسل من القاعة وفى اثره
جمع كبير.......تمدد الهواء بطريقة افضل داخل القاعة بعدما
خف الجمع......المرأة الواحدة و الوحيدة كانت مندهشة للامر 
....لو بقى كل هذا الجمع يلوكون نفس الكلام ,متى عسانا نشرع فى الخطوة التالية...لملمت اشلاءها و تسربت الى الخارج.......
هل كل اهل المدينة على علم بهذا الاجتماع  الذى يناقش مصالحهم .....فمن استمعت اليهم يتحدثون باسم الاهالى وباعتبارهم  مفوضين لذلك  الامر لانهم الاصلح و الراعى الافضل لهم
....صدى الاصوات المتداخلة لم تخف بعد ,مرت ثلاث ساعات ,
والكل يمجد فى الثورة ,والخصال الديمقراطية التى اتاحت للمرىء ان يفجر بركانه الداخلى ويمسك بالحديث الى ما نهاية
.....كل الاصوات تتحدث فى نفس الوقت.,الغموض اكتنف المشهد.....انها لعمرى ثمار الديمقراطية.......








Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire