هل ان الثورة بداية ام نهاينة..؟ هل ان الثورة خط فاصل بين واقعين متقابلين الى حد التناقض؟ هل هى ردم لماضى و تاسيس لحاضر؟ هل تجب الثورة كل ما سبق من منظومة سياسية,اجتماعية,اقتصادية و ثقافية؟.......
اوليست الثورة نتيجة تراكمات عدة , وليدة احتقان مكبوت عندما بلغ ذروته تفجر ...ينشد التخلص من واقع معطل و مكبل....هو الخروج اذا من عنق الزجاجة......
لكن التغيير الذى ولد من رحم ماض مثقل هل يمكن ان يقطع معه نهائيا..ام ان هذا الماضى يواصل العيش وان بشكل خافت؟
هل يستطيع الواقع الجديد ان يقطع نهائيا مع ماضيه...و يجعل من حاضره ماض جديد لمستقبله ؟ فالمجتمع الذى ينجز ثورته ,هل يقوم بتقويض العقلية الما قبل الثورة و يقوم فى حينه بتاسيس اخرى....هل يمكن ان يتخلص من ارثه الثقافى و الاجتماعى و الاقتصادى لحظة نجاح ثورته.دفعة واحدة....هل يتسنى زحزحة ثقل الماضى برمته....او ليس ذاك الوعى الثورى نبت واخذ زخمه ولهيبه من ذ اك الماضى ....فيصبح هذا الاخير احد عوامل تفجر الثورة باعتبارها تعبيرا عن رفض واقع مؤلم والرغبة فى انشاء بديلا افضل......
هل اتاحت لنا الثورة اعتناق عقلية جديدة تقوم على مبدا المساواة والحرية والعدالة و الغاء التهميش و الاقصاء و الغاء الاخر اى كان لونه او دينه او عقيدته....فهل يعقل باسم الديمقراطية احتكار الكلمة او السلطة او المنبر........لماذا نفكر دائما بعقلية.انا الافضل و الاصوب و من يمتلك الحقيقة المطلقة ...او ليس هذا منطق استبدادى...لماذا نعادى كل من يختلف معنا ...او نضعه فى خانة العدو..؟
هب اننا نحمل نفس الفكر,نعتنق نفس العقيدة, نحب نفس اللون ,نتبع نفس المسار و.....وووووو....تخيل لو اصبحنا نسخا طبق الاصل...كيف يتسنى لنا تعريف انفسنا ,او لا تعرف الاشياء باضدادها....الحلو بنقيضه المر,الخير بالشر, السلم بالحرب, الصالح بالطالح,و......التسامح بالتعصب والانفتاح بالانغلاق والتحجر.......اذا نحن فى حاجة للاخر بل هذا الاخر المختلف وجوده ضرورى لوجودنا.....او ليس من رحم الاختلاف يولد الابداع......سيرورة التاريخ انبنت على منظومة من الاختلافات والتناقضات والتعايش ....
لماذا كلما خالفنا شخص اما واجهناه بالتخوين او التضليل او التكفير او.....حتى لنتمنى قبره....او نفيه او ملاحقته او اخراص صوته او
التشهير به او اضطهاده مع ان محاربة فكر معين او مطاردة اهله قد يختفى بالاضطهاد ولا يموت..... .
او ليست الرغبة فى تقزيم الاخرين بسبب و دون سبب هو دليل ضعف فى ذواتنا تحدونا نزعة البروز بالتقليلوالتحقير من الاخرين.....
اليست الانانية و تاليه الذات والتشدق بقيم الحرية و العدالة والديمقراطية و...قد تحولنا مستبدين ونرجسيين باعتبار احتكار الحقيقة المطلقة والتى تتناقض مع حركة الديمومة و التغييرو المضى نحو رحاب افضل....رحاب يتسع للجميع ساحتها العدالة دون الثار....القصاص دون التجنى......العقاب دون القتل.....ساحة لايحتكرها شخص بعباءة الديكتاتورية او يرتادها اخر باعتباره الحصن الحصين للديمقراطية ......والوصى الافضل على المجموعة او البقية....
لماذا لا يكون الفضاء للجميع دون نضرات الريبة والتشكك و دون تمييز او اقصاء او تبخيس ........
فالثورة هى اعادة تشكيل لواقع ترعرعت فيه ,تسعى للقطيعة معه نهائيا بتقويض ركائزه ...لذالك فهى عمل دؤوب ......لكن السؤال الاهم هل تستطيع اغتيال كل الماضى والذى يعيش بعض منه فى الحاضر ....فهل العملية هى ردم نهائيا لكل الماضى ام غربلته ام ترميمه ام ازالة الشوائب ام هى كل هذا....بناء لايقصى ساعدا او فكرا او فئة او عقيدة........بناء واحة متعددة الالوان و المشارب والرؤى ....فكما قال دوارد سعيد نحن فى حاجة الى الاخر المختلف عنا وحتى ان لم يوجد لقمنا بخلق هذا الاخر......
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire